Dr - BAIZID YOUCEF - WEB SITE
  مقــــــــالااااااااااااات :
 
BAIZID YOUCEF RADIO INTERNET

  
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
بقلم : بيزيد يوسف.
                          أزمة الاقلاع الحضاري

 لم  يعد هناك أدنى شك في أن هذا التقدم العظيم الذي وصلت إليه البشرية و هذا الزخم المهول من المعطيات الرقمية و   المعلوماتية إضافة إلى العلوم التطبيقية، تنعكس مباشرة على حياتنا العامة و الخاصة. لقد أصبح القرن الواحد و العشرين عصر التكنولوجيا المعلوماتية.
و كما قال تعالى :   (...وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )* . صدق الله العظيم .
 إن هذا العصر يتسم بالنمطية و التسارعية والمعلوماتية. إن المجتمعات التي تخترع و تبدع و تجد حلولا للمستقبل تسمى    بمجتمعات المستقبل ،و لكن أين مكان المجتمعات العربية و أين محلها من الإعراب بلغة أهل اللغة والإعراب ..ما مستقبلها ؟ و هل ستنتقل إلى دور آخر ؟...                     
أزمة العالم العربي الفكرية و الحضارية :
 
من تحصيل الحاصل أن أزمة العالم العربي ليست وليدة  القرن الواحد والعشرين و لا القرن العشرين بل ترجع إلى قرون متوغلة في التاريخ منذ سقوط الدولة العباسية و انقلاب موازين القوى من القوة إلى الضعف و الوهن وتمثل ذلك في انحطاط فكري و حضاري لا مثيل   له، بعد أن قام المغول عام 1258 م بقيادة ( هولاكو ) بالتمثيل بالمستعصم آخر الخلفاء و الذي سقطت في عهده بغداد و هو مخمور في مجون. ولم تقم بعدها للعالم العربي و الإسلامي قائمة . و لكن هل هذا هو السبب في التردي؟..إضافة إلى التخلف الحضاري و اعتبار هذا العالم مستهلك للحضارة لا منتج ، رغم ما يزخر به من خيرات و ثروات و خاصة البترولية و التي كانت في غالب الأحيان نقمة عليه بقدر ما هي نعمة .
في الجانب الآخر يعيش عالم منتج مبدع للحضارة ، وان اختلفت عوامل تقدمه و أسبابها إلا أنها تشكل طفرة حضارية وصلت به إلى تخطي حدود المعقول إلى الخيال في كثير من الأحيان ومن هنا يبدو لنا هذا التقسيم المنطقي للمجتمعات و الحضارات
*تصنيف المجتمعات : بذهب دارسو المستقبليات إلى تصنيف المجتمعات وفق معايير و مقاييس علمية إلى ما يلي:
ا-مجتمعات الماضي: وهي مجتمعات لا تزال تغرق في الماضي قلبا و قالبا لم تتحرر من التقليد مشاكلها الجدلية تنحصر في مدى الالتزام بهذا الماضي بل في كثير من الأحيان تنحصر في خلافات مميتة تؤدي بها إلى تطرف فكري و تغريب المجتمع، بل و تكفيره و منها بعض التيارات و الحركات الإسلامية مثل الهجرة و التكفير و غيرها ، فهذه التيارات في غالبها متفاعلة سلبيا و تريد التغيير بأي أسلوب و هناك تيارات تكتفي بالتقليد , لا يكاد يخرج هذا النوع من الفكر الإسلامي أو القومي من هذا الحيز علما أنه توجد تيارات أخرى إسلامية أو قومية تتفاعل إيجابيا مع الماضي و الواقع ، أن التشبث بالماضي بهذا الأسلوب جعل هذه المجتمعات تتقوقع في بوتقة مغلقة .
أما على المستوى المادي فمشاكلها ماضوية ، تتخبط في صراعات غذاها المستعمر بالأمس و أتباعه في الحاضر.
ب-مجتمعات الحاضر: وهي مجتمعات تعيش مشاكل الحاضر و يذهب الدارسون إلى أنها الدول النامية ،التي تتخبط في مشاكل تنموية و علمية آنية لأنها في غالبها لم تخرج من دائرة التخلف و التبعية و ما تزال تحاول الخروج من الدائرة (المتر وبولية)** أي من التبعية للدولة المستعمرة بالأمس التي تربطها علاقات اقتصادية وديون و ذيول ثقافية ، تنحصر مشاكلها في الديون، المواصلات ،السكن..إضافة إلى مشاريع حضارية مبتورة يكثر حولها الجدل و اللغط دون الوصول إلى نتيجة.
ج-مجتمعات المستقبل: وهي مجتمعات جد متقدمة تخطت المشاكل الراهنة إلى البحث عن حلول لمشاكل المستقبل و رسم إستراجية دقيقة للوصول إلى خطوات متقدمة لاستمرار التقدم و الهيمنة العلمية و التكنولوجية ومن هذه المجتمعات اليابان و الو.م.ا و المجموعة الاقتصادية ، و منها صرف ترليونات الدولارات على هذه المشاريع كالتنافس لسبر أغوار المريخ أو بناء مدن في المحيطات أي البحث عن حلول للمستقبل ، هذا في القرن الواحد و العشرين ، و منذ زمن قريب في منتصف التسعينات خصصت الولايات المتحدة من ميزانيتها ملايير الدولارات لثلاث مشاريع كبرى و منها الالتحام النووي و المورثات الجينية* ADN و* *ARN و غزو الفضاء والتسابق بين "سبيرت" الأمريكي و "بيغل" الأوربي للوصول للمريخ أي الذهاب إلى أبعد الحدود في تسابق متلاحق مع الزمن.  
و خاصة أن المؤشرات و المعطيات لأغلب الدراسات العلمية بعد ظهور ما أطلق عليه بالنظام الدولي الجديد و الانتقال إلى النظام أحادي القطبية. و الذي على الأقل أسقط كل الفرضيات و النظريات المستقبلية التي تكهنت بأشكال مختلفة للنظام العالمي المرتقب و لكن العامل الرئيسي لم يسقط في أغلب الفرضيات و المتمثل في تدهور العالم الثالث و سيطرة العالم الغربي و إن كانت مجتمعات جنوب شرق آسيا قد استيقظت من سباتها و تجاوزت المرحلة الثانية من الإقلاع الحضاري
وإذا كانت المجتمعات الغربية قد أخذت المنعطف الحضاري الصحيح ، ونحن لسنا بحاجة لعرض ما وصلت إليه من إنجازات، فأين مسار البلدان المتخلفة من مجتمعات الماضي و الحاضر و كيف يمكنها أن تخرج من تخلفها.
يرى مفكرو التقدم و النهضة أنه لا يمكن لهذه المجتمعات إلا أن تمر بمراحل تسمى بشروط الإقلاع الحضاري.
 
 
 
الواقع و الأزمة: أين يمكن أن نصنف المجتمعات العربية من ضمن هذه التصنيفات المختلفة ، و الواقع أنه اعتمادا على معايير و ميكانيزمات إحصائية استنتج دارسو المستقبليات أن وضعية البلاد العربية إذا ما استقرت إلى غاية 2025م على ما هي عليه ،فسيكون ذلك إيجابيا أي أنها من المتوقع في ظل تغير موازين القوى أن تشهد تقهقرا كبيرا و ذلك وفق ما تشير إليه الإحصائيات و المعطيات المختلفة. فالواقع مشاكله عديدة
--مشاكل ثقافية: الازدواجية الثقافية في الكثير من الأقطار . التبعية المطلقة في الإعلام رغم التقدم الكبير في امتلاك و سائل الإعلام إلا أن السيطرة على المعلومة و توظيفها لا يزال ضعيفا باستثناء بعض الوسائل الإعلامية القليلة. التقليد الأعمى للغرب و عدم المزاوجة بين الأصالة و الحداثة.
-مشاكل سياسية: الافتقار إلى الآليات و الوسائل الديمقراطية و اللجؤ إلى الحل الأمني في الكثير من الحالات . عقدة النقص في مواجهة الآخر و المقصود به القوى الكبرى
-مشاكل اقتصادية: المديونية و التبعية ، و بعبارة أخرى المتر وبولية : أو كما وصفها الدكتور سمير أمين بالعلاقة بين المحور و المحيط : فالدول المتطورة تشكل المحور و هي في غالبها كانت دولا استعمارية أما الدول المتخلفة فهي التي تشكل المحيط الذي يدور في فلك دول المحور. فبعدما تراجع الاستعمار العسكري ظهر نوع جديد من السيطرة و الاستعمار أي الاقتصادي.
فمثلا إذا كان الدخل القومي السنوي للو.م.ا أكثر من 7 ترليون دولار أي 7000 مليار دولار فإن دخل بعض الدول و منها الدول العربية أقل بكثير ، فدخل الصومال لا يتجاوز 2 مليار دولار.
أما الفارق العسكري فحدث و لا حرج و هذا ما أثبتته حرب الخليج الأخيرة.
إن كان هذا هو الحال بل و أكثر و ألفت في ذلك كتب و دراسات ، هل كتب على العالم العربي أن يبقى في هذه الحلقة المفرغة ، و هل عجلة الزمن توقفت أم هل بالإمكان تجاوزها؟.
يقدم الكثير من المفكرين نظريات مختلفة و لكن الأكثر معالجة للواقع هي أفكار مالك بن نبي و التي ترتكز على معادلة بسيطة في تركيبها لكنها معقدة في طرحها
 
شروط الإقلاع الحضاريTake off-– نظريات التحول-:
إن أعلب المفكرين يؤكدون على ضرورة مرور المجتمعات المتخلفة بخطوات للخروج من هذه الحلقة المفرغة ، و نتناول البعض منها.
-يشير مالك بن نبي في شروط النهضة إلى ضرورة توفر عوامل رئيسية لإتمام الناتج الحضاري أو حل المعادلة المستعصية.
تراب + زمن + إنسان = نهضة آو إقلاع حضاري كما لا ينسى ( الفكرة الدينية)
-   التراب: يقصد به مالك بن نبي المادة بكل أشكالها من ثروات و ضرورة استغلالها بصورة أمثل في بناء الحضارة و خاصة
                               الثروات الإستراتيجية
    -الزمن: ويقصد به الوقت و ماله من أهمية في بناء المجتمعات و تكوينها و الإسراع   في استغلال الوقت مثل مل فعلت بعض المجتمعات و منها اليابان.
    -الإنسان: يرى أن بناء الإنسان يعد شرطا جوهريا لتكوين إنسان قادر على الإبداع و الإنتاج و التقدم و يتطلب ذلك ربطه بالفكرة الدينية حتى يكون محصنا من التيارات و المؤثرات الخارجية بكل أشكالها.
إن الانتقال من المجتمعات المتخلفة إلى المتطورة بهذا المفهوم ليس معناه فحسب امتلاك الثروة أو المادة إنما اكتساب التكنولوجيا و الإنتاج بمختلف الأشكال و من ثم تصديرها مع الاحتفاظ بأسرار هذه التكنولوجيا.
والاتفاق وارد في التعريف أن التطور حالة من الرقي في جميع المجالات ،أما التخلف فهو حالة من الانحطاط و لكن الأدق هو حالة الاعوجاج و الخروج عن التطور التاريخي لأسباب عديدة.
كما أوردها ابن خلدون في مقدمته.
و لكن يعتبر ضربا من الخيال انتظار الدورة الخلدونية ، لأن الزمن و التاريخ في تسارع و لذلك يحب الأخذ بشروط و أسباب التقدم العديدة و التي يمكن أن نتناولها في دراسات أو مقالات لاحقة
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم .
 
 
  عـــداد الـزوار 37135 visitors -Copyright.....WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD  
 
WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD --------- All rights reserved --------- Tous droits réservés--------كل الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ------BAIZID YOUCEF Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement