Dr - BAIZID YOUCEF - WEB SITE
  متاهة البترودولار
 

 

 
 
  
 
 
 
 
 
 
 
متاهة "البترو- دولار " العربـي .؟               
    
الأستاذ: بيزيد  يوسف

العربي..؟ متاهة  البترو - دولار

                   

الأستاذ: بيزيد يوسـف .

 

 

             المفارقة التي تشدّ الأذهان  للوهلة الأولى أن أغلب الإحصائيات الاقتصـــــــاديــة  تشير إلى أن الموازين التجارية  العربية تسجّل فائضا متزايدا من سنة لأخرى ،فإلى غاـية سنة 2001 قدّر الفائض بعشــرات  الملايير   من الدولارات.

و لكن من ناحية آخري لا تزال الديون العربية في الكثير من البلدان تشكل هاجسا  و تتفاقم  إلى مستويات عالية ، إضافة إلى تدني مستويات المعيشة في البعض منها ، مثل الصومال و السودان و تدني المستوى الصحي و ضعف خدماته ، فإذا كانت بعض الدول العربية  في الخليج تصل فيها نسب الدخل الفردي في المتوسط مابين 16 ألف إلى 24 ألف في الإمارات ، فإن أغلب الدول العربية يتراوح متوسط الدخل الـــــفردي فيها  ما بين 2000 إلى 4000 آلاف دولار .مقارنة بالولايات المتحدة التي يصل متوسطها الفردي  إلى 27000 دولار و اليابان إلى 40 ألف دولار ..

أما الاستهلاك و المتعلق بالإشباع الحدي للفرد فإن الغالبية لا تستطيع أن تستهلك  إلا مــــا يقارب 2000 إلى 2500 سعرة حرارية للفرد ، و هي غير كافية للنشاط العادي للفـرد الذي يتطلب على الأقل 3600 سعرة حرارية في اليوم ..

*-البترول و أحادية الإنتاج : تعتمد أغلب البلدان العربية على إنتــــاج النفط ما بين 95 إلى 98 بالمائة و هو مل يجعل البلدان العربية أكبر بلدان العالم إنتاجا و من جهة أخرى تمتلــك أكبر الاحتياطيات العالمية، و التي بطبيعة الحال تباع بالدولار لتتحول لأموال . إن هـــــــذه الثروة تسمى -بالريع البترولي- و تباع في غالبيتها على شكل خام و لذلك  فإنها تعتـــــــمد على الشركات الأجنبية إلى أكثر من 50 بالمائة ، و خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجـــــــــــيا المعلوماتية و الاستخراجية ، إضافة إلى التجهيزات الضرورية و الخبراء.

*-ضعف البنيــة التحتية   :  من هياكل قاعدية للوحدات الإنتاجية و المؤسسات الصناعية الكبرى و التي تعاني من الهشاشة و التبعية و انعدام الاستقلالية في الموارد الصناعية أو ما يطلق عليه " تكنولوجية المعرفة الإنتاجية "

*-استثمار الأموال العربية في البنوك الأجنبية : هذا إضافة إلى الاختلاس و التهريــــــــب  فحسب آخــــــــر تقارير لـ" رويترز" بلغت أموال  بعض رجال الأعمال السعوديين  فــــي بنوك سويسرا ما بين 800 مليار إلى تريليون  دولار.. إضافة إلى أموال كبار السياسيين و الجنرالات لباقي الدول العربية المكدّسة في بنوك سويســـــــــــرا   والدول الغربية و الـــتي تبقى من الطلاسم و الأسرار التي  لا نريد أن نكشف عنها في هذا المقال و ذلك استنادا إلى أرقـــــــــــام   و إحصائيات صادرة عن بعض المصادر الغربية   و الموثوق  بها  و الــــتي تشكل فعلا  فضائح .

إن الأموال المتأتية عن البترول تعتبر السند المالي الذي يمكن أن بتحوّل إلى مشاريع إنماء و تطوير ،

و قد أقدمت بعض البلدان على بذل الجهود الجبارة لتحويل الإيرادات البترولية قصد انجــاز مشاريع متطورة "إذ أن الطاقة المالية المستمدة من  دخل البترول في هذه الأقطار باستثناء العراق تتناسب مع الحاجة إليها في الخليج العربي ..و مما يلاحظ أن أغلب أقطار الخليج ذات حكم ملكي مطلق ، لا يكاد يفرق الحاكمون  ويوضحون  بين أموالهم الخاصة  و الخزينة العامة  ،فعندما تدفقت ثروة البترول فجأة و خاصة بعد الطفرة البترولية عـــــــام 1973 ، جرت محاولة تحوّل هذه البلدان لمدن مثالية و تأمين الرفاهية في فترة وجيــــــزة  و من أجل ذلك قسّمت إيرادات البترول إلى ثلاث أجزاء :

 

    1- يذهب جزء إلى المصروفات التجارية ..

    2- يستخدم جزء آخر لتأمين حاجيات التطوير

    3-يستثمر في الخارج على شكل أوراق مالية.

 

 

و لمعرفة مصروفات الشعب الخليجي فلا بد من اللجوء إلى التخمين و التقديرات المفترضة و التي قدّر فيها مجموع الإيرادات النفطية   إلى 81260 مليون دولار عام 1995. معظمها مستمدّة من عائدات البترول و ضرائب الدخل التي تدفعها الشركات، و يعادل دخل الفرد في كل من الإمارات و الكويت من

20 إلى 35 ضعف في البلدان النامية و هو من بين أعلى الأرقام في العالم  ففي بعض دول الخليج لكل تسع  مواطنين سيارة أما في ايطاليا لكل ثلاثين مواطن سيارة.

و لكن من جانب آخر سمحت عائدات بتمويل البنية التحتية في الإمارات التي تعتبر جـــــد متطورة  من حيث الهياكل و التكنولوجيا مقارنة ببعض دول الخليج ..كما استطــــــــاعت المملكة العربية السعودية أن تطور البنى التحتية.

و لكن البترول  و أمواله تحوّل منطقة الخليج كما جاء في مجلة الثقافة العالميـــــة إلــى " منطقة ...الكثير من حالات عدم اليقين... و في هذا النظام الجديد للطاقة فإن غالبيـــــــــة القرارات الجيوبوليتيكية المهمة التي  تستطيع سيادة الأمة أن تعتمد عليها...ستعالج مواقع و مسارات أنابيب النفط و الغاز.. و استجابة لذلك فإن استراتيجيتنا و دبلوماسيتنـــــــــــــا و وجودنا العسكري في المستقبل سيكون في حاجة إلى تعديل.."

كما ورد في مجلة " فورشن"( مقال بعنوان " لعبتكم الكبيرة الأخيرة في مجال النفط ") أسماء عدد كبير من المليارديرات و المديرين الكبار  في صندوق الاستثمار المشترك الذين كانوا يراهنون بشدة على أنه سيحدث ارتفاعا كبيرا في أسعار البترول..و تعد الاتجاهات الرئيسية في طلب النفط و عرضه الأساس الصاعد في الرأي ..

*-البترول ثروة زائلة : و لكن الفترة المتبقية من عمر الثروة البترولية في الدول العربية تعتبر فترة انتقالية يجب استغلالها من أجل الانتقال التدريجي إلى عصر ما بعد البترول ، و بحسب التقديرات المختصة فإن متوسط عمر الاحتياطات يبلغ 47 سنة و إن اختلـــــــــــــف المتوسط من قطر لآخر في دول الخليج و بقية البلدان العربية.

و لذلك يبدو من الضروري استغلاله استغلالا أمثلا في استراتيجية إنمائية مدروسة تعتمـــد على تفعـيـل التنمية الاقتصادية و استغلال الموارد المالية المتأتية على هذه الثروة ، إضافة إلى تنمية المــــــوارد البشرية بصورة عقلانية و التخلص من التبعية للخارج لأن الفــــارق الرئيسي بين العالمين المتطــــور الصناعي و العالم العربي ليس تحديدا في الثروة الماليــة أو المادية إنما في صناعة التكنولوجــــــــيا     و توظيفها ، و لذلك يرى العديد من الخبراء أن على العالم العربي القيام بمجموعة من الخطــــوات

للوصول إلى حلول بديلة  و منها :

1-العمل على تمديد عمر الثروة البترولية، بزيادة الجهود الاستكشافية أو الاستخــــــــــدام العقلاني وفق مقتضيات الحاجة و حدود سقف الإنتاج لكل دولة.

2-الرفع من نوعية الطاقة البترولية: سواء من حيث القيمة و نوعية الإنتاج و التصنيــــع و الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة التقنيات البترولية.

3-تحقيق الاكتفاء الذاتي و الأمن الغذائي العربي: و ذلك من خلال الاهتمام بالزراعــــــــة و استغلال المياه الجوفية

4-تدعيم البنى التحتية للاقتصاد و خاصة الصناعية منها .

5-الاهتمام ببدائل الطاقة البترولية و منها الطاقات النووية و الشمسية  .. فماذا ؟؟.بعـــــد البترول ؟؟.

 

و لكن بطبيعة الحال لن تستطيع الدول العربية أن تنهض باقتصادياتها ما لم تقم بتنمـــــية اقتصادية شاملة لا تعتمد على أحادية إنتاجية إنما على إنتاج التكنولوجيا و تطويرهـــــــا ، و نموذج ذلك بعض بلدان جنوب شرق آسيا و التي تفتقر إلى هذه الأموال الطائلة ، و لكنهـــا قامت بمراحل الإقلاع الحضاري التكنولوجي  معتمدة على الهندسة العكسية انطلاقا مــــن : 1- التقليد ، مرورا 2-الإنتاج ، وصولا إلى 3-الإبداع.

و عليه فإن الأموال العربية يمكن أن تكون محفّزا ، قبل أن تنضب الثروة "..و تجف قطـرة البترول.."

و تتحول المتاهة إلى نهج  قويم   و ذلك  مصداقا لقوله تعالى : (إن الله لا يغيّر ما يقــــــوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم ). صدق الله العظيــم. فما هو حال العرب و هم أهل وحي و حضارة و ثروة ؟..

 
 
  عـــداد الـزوار 4845 visits -Copyright.....WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD

 
  عـــداد الـزوار 36487 visitors -Copyright.....WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD  
 
WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD --------- All rights reserved --------- Tous droits réservés--------كل الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ------BAIZID YOUCEF Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement