Dr - BAIZID YOUCEF - WEB SITE
  كتاب متاهة التسلح النووي
 

 
 

كتاب متاهة التسلح النووي أو متاهة القرن إلى أين ؟

كتاب من 270 صفحة 
يتحدث الكتاب  بأكاديمية و تحليل نقدي و واقعي عن التسلح النووي ، بدءا من المنطلقات النظرية للدراسات الاستراتيجية للعلاقات الدولية و استراتيجيات التسلج النووي إلى صناعة النووي و السلاح النووي و الدول الفاعلة في هذا المجال ،،،و الدول الساعية لأمتلاكه ،،انتهاء بمحاطره على البشرية ،،،يمكن مراسلتنا عبر الموقع لإرسال الكتاب إليكم عبر النسخة الالكترونية ،،فعلا عالم مليء بالغرائب و الأسرار ،،،عالم المحابرات و الحروب و التكنولوجيا 

كتاب من تاليفي : بيزيد يوسف

 بيزيد يوسف

الاستراتيجية  النووية  و التسلح النووي

المقدمــة:

 

إن الاستراتيجية في مفهوميها القريب و البعيد هي  رسم سياسة المستقبل ، و إذا كان عالم اليوم ينقسم حضاريا الى ثلاثة عوالم :  الأول :الماضي وهي مجتمعات تتخبط في مشاكل الهوية و الحضـارة .الثاني: مجتمعات الحاضر : و هي التي تبحث عن حلول لمشاكلها الحاضرة و خاصة التنموية ، .الثــالث :  و هي مجتمعات تبحث عن حلول للمستقبل وهذا ما يحدث لمجتمعات الغرب المتطور فمثلا الو.م.أ لوحدها خصصت لمشاريع استراتيجية و عسكرية و تنموية علمية  ملايير الدولارات ومنها مشاريع غزو الفضاء  و المورثات الجينية و الالتحام النووي.

ان رسم معالم و سياسة المستقبل أصبح علما مدروسا يعتمد على ميكانيزمات  من مدخلات و تحليـل و مخرجات للوصول الى الحل الأمثل و هذا ما يحدث لمجموع البلدان المتقدمة العليا و الدنيا ، فاليونـان لوحدها و التي عدد سكانها لا يتجاوز 11 مليون نسمة و هو عدد من يتحدث اليونانية في العالم تترجم الى اليونانية و تصرف على البحث العلمي 6 أضعاف الدول العربية مجتمعة بمئات ملايينها من السكان و بمئات ملاييرها من الدولارات.

ان الاستراتيجية الكونية السياسية والاقتصادية  و خاصة الأمريكية جاءت نتيجة تراكم فكري و حضاري اضافة الى التصميم و الارادة و التنفيذ . ولذلك فإن ارتباطها بالمؤسسات الأكاديمة و الجامعية يعتبــر جوهريا لإتمام عملية صنع القـرار و القرار الاستراتيجي خاصة ، اضافة الى توفر الامكانيات و الارادة .

 

 

 

وعليه فإن التعرف على الاستراتيجية  و دراستها يتيح مجال التعرف على أبعادها وأهميتــها .

فلا تزال الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية تحاول أن تنتقل الى نوع جديد من الاستراتيجيات يعتمد بالدرجة الأولى على بناء قوة اقتصادية و عسكرية ضخمة و الأهم هو الحفاظ على هذه القوة التي يمكن أن تهددها قوة أخرى بمثل ضخامة  اقتصادهـــــا او ترسانتها و ربما أقل بذلك ، و من هنا أصبح الأمر يستوجب عليها أولا  بناء خطوط دفاعية و استراتيجية بعيدة المدى تتجاوز نطاق الأسلحة التقليدية الى ترسانة نووية تضمن الردع و الرد ، و بما أن الأسلحة النووية تعتبر أحسن مثال و نموذج لهذا النوع من الدفاع فقد رسمت الدول الكبرى استراتيجية نووية تجمع بين الاستراتيجية السياسية من جهـــة و الاستراتيجية العسكرية من جهة ثانية  مع ضرورة الموازنة بينهما ، حسب المراحـــل و عتبات الصراع بين هذه القوى ، فلا يزال استخدام الأسلحة النووية مستبعدا و لكنه ليس مستحيلا  و هذا ما حدث مع اليابان و قد يحدث مع أي دولة أخـرى  و خاصة مع الانتشار الضخم لهذه الأسلحة و التخوف من استخدامه من قبل قوى ذات توجهات متطرفة ..

لا تقتصر الاستخدامات النووية على التسلح النــووي فهناك أغراض سلمية لهـــا ، و التي أصبحت تحل مشاكل الطاقة في الكثير من الـدول و منها الولايات المتحدة ،

و فرنسـا و اليابان ، و نظرا للاستهلاك المفرط و الحاجة العالية للوقود من البترول المستورد توجهت بعض الدول للاعتماد  على الطاقة النووية كبديل حيوي ، فاليابان تعتمد على انتاج الكهرباء بحوالي 75 بالمائة  من الطاقة النووية و قد لا يختلف الحال بالنسبة لبقية الدول الصناعية و رغم أن الكثير يتخوف من النفايات النووية بعد عمليات استخدام المواد النووية الا أن هذه الدول حاولت ايجاد حلول لذلك ، و لكن الخطر لا يتمثل  في هذا الجانب فالخطر الداهم يكمن في تطوير الطاقة النووية و استخدامها لأغراض عسكرية ، واذا اطلعنا على الاحصائيات المصرح بها تذهَل العقول من الكم التدميري الذي ينتج عنها ، فهي بحق دمار شامل لكل الكائنات الحية ، بحيث يتحول العالم الى عدم في ثوان ، و بالرغم من الاتفاقيات المبرمة للحد من الأسلحة النووية أي أسلحة الدمار الشامل فإن تطبيقها يتم وفق مستويات محددة ، فعمليا  لا تزال الدول الكبرى تطور هذه الأنواع من الأسلحـة و تتفنن في انتاجها مما يجعل الرعب النووي قائما و ممكنا و ليس مجرد افتراضات .

و بفعل التكتلات و انتقال العالم الى أحادية القطبية و ظهور قوى عالمية و اقليمية جديدة ، فإن معادلة الصراع لم تنته و جدلية الحرب لا تزال قائمة غير مستبعدة ، و رغم المعاهدات و الاتفاقيات و الزخم الهائل من الوسائط الدبلوماسية ، الا أن استخدام القوة فرضية  لا تزال قائمة في الكثير  من بؤر التوتر و خاصة في منطقة الشرق الأوسط بوجود اسرائيل كقوة نووية و تطلّعِ ايران الى ان تكون قوة نووية ، و طبيعة الصراع لا يمكن تجاهلها في هذا الحيز المكاني من العالم .

ان آثار التسلح النووي مميتة دون شك ، و لكن سعي الانسان في القرن الواحد و العشرين الى القوة جعله يتجاهل كل المخاطر فأبسط الصراعات المسلحة تلجأ فيها الدول الى استخدام أحدث آليــاتها التكنولوجية للقصف و التدمير ' و منها (الحرب على العراق ) و الحرب اللبنانية – الاسرائيلية ، ونماذج عديدة  أخـرى  و في كثير من الأحيان لا تفرق بين المدني و العسكري .

فما الحال اذا ما وقعت  حرب نووية ؟..

التساؤل  قد لا يحتاج الى جواب .. بل لا يحتاج الى جواب .

في هذا الكتـاب حاولت ان ابرز أهمية الطـاقة النووية و التـسلح النـووي و ضرورته و الاستراتيجيات الكبرى  لهذه الدول في هذا المجال ، كما يظهر الكتاب خطورة الأسلحة النووية  التي قد تجعل العالم رمادا في ظرف ثوان أو أجزاء من الثوانــي و في لمح البصر ، و بالمقابل فإن استخدامها للمجالات السلمية لا يخلو من مخاطر تتمثل في الاشعاع النووي .." فهل هي شر لا بد منه ؟" و كيف سعت الدول الكبرى لجعلها استراتيجيات و غايات في حد ذاتها أكثر منها وسيلة عند بعض الدول ؟.

و لماذا توجد ازدواجية في المعايير لامتلاك هذا السلاح من قبل القوى  الكبرى  ، و ذلك باستعراض بعض النماذج  من الأزمات و منها الأزمة  العراقية و أزمة كـوريا الشمالـية و الايرانية ؟.

قد لا تنتهي التساؤلات و قد تفتح مجالات للتخمين  و وضع فرضيات  و اشكاليات لا يمكن  وضع حلول لها  و لكن قراءاتنا لهذه الاستراتيجيات و المبادئ والأهداف التي وضعت لها و كيفية تطبيقها قد تتيح لنا الاجابة على بعضها أو التعرف على البعض الآخر ، فقد يفرض المنظور الموضوعي  نفسه ، و لكن المنهج التحليلي يحتم علينا التمعن في المعطيات المحيطة بالموضوع محل الدراسة و بمنطلقات واقعية .

قد يكون هذا الموضوع من مواضيع الساعة في القرن الواحد و العشرين كما كان في القرن العشرين ، لأنه يتعلق بأمننا و بحياتنا و بمصيرنا على هذا العالم ، و مما يزيد من آنيته هو السعي العلني و السري لبعض القوى الناشئة لامتلاك السلاح النووي و امكانية  استخدامه و رغم ضعفها الاقتصادي تحت مبرر الدفاع عن النفس  و قد أجرت فعلا كوريا الشمالية مؤخرا في التاسع من شهر أكتوبر 2006 تجربة نووية باطنية معلنة  بذلك أنها التحقت بالنادي النووي ، و انطلاقا من البعدين العقائدي و الايديولوجي لهذه الأنظمة التي تصنف على أنها متشددة فإن احتمالات استخدامه (قد) لا تكون مستبعدة ( وقد – تفيد هنا بعد الفعل المضارع التقليل ) ، و هذا ما يجعلنا نتفاعل مع معطياته .. و نتساءل أكثر من مرة ، هل العالم في خطر حقا ..؟. أم أنها مجرد أوهام ؟.

 

 
  عـــداد الـزوار 37135 visitors -Copyright.....WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD  
 
WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD --------- All rights reserved --------- Tous droits réservés--------كل الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ------BAIZID YOUCEF Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement