كلب والينا المعظم
عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الأمن لأعدم
عندما اثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي تسمم
|
|
جواز السفر
شعر : محمود درويش
لم يعرفوني في الظلال ِ التي
تمتصُّ لوني في جواز السفرْ
وكان جرحي عندهم معرَّضا ً
لسائح ٍ يعشقُ جمعَ الصورْ
لم يعرفوني
آه لا تتركي كفي بلا شمس ٍ
لأنَّ الشجرَ يعرفني
تعرفني كلُّ أغاني المطر
لا تتركيني شاحباً كالقمر
كلُّ العصافير ِ التي لحقتْ
كفي على بابِ المطار ِ البعيدْ
كلُّ حقول ِ القمحْ
كلُّ السجونْ
كلُّ القبور ِ البيض
كلُّ الحدودْ
كلُّ المناديل ِ التي لوَّحتْ
كلُّ العيونْ
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز ِ السفر
عارٍ من الاسم ِ من الانتماء ْ
في تربةٍ ربَّيتها باليدين ِ
أيوبُ صاحَ اليومَ ملءَ السماءْ
لا تجعلوني عبرة ً مرتين
يا سادتي يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجارَ عن اسمِها
لا تسألوا الوديانَ عن أُمِّها
من جبهتي ينشقُّ سيفُ الضياءْ
ومن يدي ينبع ماءُ النهرْ
كلُّ قلوبِ الناس ِ جنسيتي
فلتسقطوا عني جوازَ السفر
إدعُ إلى دينِـكَ بالحُسـنى
وَدَعِ الباقـي للديَّـان .
أمّـا الحُكْـمُ .. فأمـرٌ ثـانْ .
أمـرٌ بالعَـدْلِ تُعـادِلُـهُ
لا بالعِـمّةِ والقُفطـانْ
توقِـنُ أم لا توقِـنُ .. لا يَعنـيني
مَـن يُدريـني
أنَّ لِسـانَكَ يلهَـجُ باسـمِ اللهِ
وقلبَكَ يرقُـصُ للشيطـانْ !
أوْجِـزْ لـي مضمـونَ العَـدلِ
ولا تـَفـلـِقـْـني بالعُنـوانْ .
لـنْ تَقـوى عِنـدي بالتَّقـوى
ويَقينُكَ عنـدي بُهتـانْ
إن لم يَعتَـدِلِ الميـزانْ .
شَعْـرةُ ظُلـمٍ تَنسِـفُ وَزنَـكَ
لـو أنَّ صـلاتَكَ أطنـانْ !
الإيمـانُ الظالـمُ كُـفرٌ
والكُفـرُ العادِلُ إيمـانْ !
هـذا ما كَتَبَ الرحمـانْ .
( قالَ فُـلانٌ عـنْ عُـلا ّنٍ
عن فُلتـا نٌ عـن عُلتـانْ )
أقـوالٌ فيهـا قولانْ .
لا تَعـدِلُ ميـزانَ العـدْلِ
ولا تَمنحـني الإ طـمـئنـانْ
د عْ أقـوالَ الأمـسِ وقُـل لي ..
ماذا تفعـلُ أنتَ الآنْ ؟
هـل تفتـحُ للديـنِ الدُّنيـا ..
أم تَحبِسُـهُ في دُكّانْ ؟!
هـلْ تُعطينا بعـضَ الجنَّـةِ
أم تحجُـزُها للإخـوانْ ؟!
قُـلْ لي الآنْ .
فعلى مُختَلـفِ الأزمـانْ
والطُغيـانْ
يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للأوثانْ !
هـذا يَذبـحُ بالتَّـوراةِ
وذلكَ يَذبـحُ بالإنجيـلِ
وهـذا يذبـحُ بالقـرآنْ !
لا ذنْبَ لكلِّ الأديـانْ .
الذنبُ بِطبْـعِ الإنسـانِ
وإنَّـكَ يا هـذا إنسـانْ .
كُـنْ ما شِـئتَ ..
رئيسـاً،
مَلِكـاً،
خانـاً،
شيخـاً،
د هـْقـاناً،
كُـنْ أيّـاً كانْ
من جِنسِ الإنـسِ أو الجَـانْ
لا أسـألُ عـنْ شَـكلِ السُّلطـةِ
أسـألُ عـنْ عَـدْلِ السُّلطانْ .
هـاتِ العَــدْلَ ..
وكُـنْ طَـر َزانْ
|
|
|
|
|