*- الدولي : -
ايران قد تمطر أوربا بصوراريخ
بقلم : بيزيد يوسف
باتت ايران بطموحاتها النووية و إصرارها على متابعة برنامجها النووي تشكل تحديا كبيرا للدبلوماسية و الاستراتيجية الأمريكية تحديدا و الغربية عموما ، و على الرغم من المحاولات المتكررة للحد من القدرات النووية الايرانية و فرض العقوبات المتتالية عليها من قبل الدول الكبرى ، إلا أن مواقفها بقيت ثابتة ،بل و يبدو انها لم تكترث للقرار الأممي الجديد
الذي كنا قد تناولنا بعض تفاتصيله في عدد سايق من جريدة الجديد ، و كما جاء في تصريحات "نجاد" و أعلى المسئولين الايرانيين تاكيدا منهم على اصرارهم في المضي قدما في تطوير الترسانة العسكرية و التكنولوجية الايرانية.
*-ايران قادرة على صناعة قنبلتين نوويتين
ذلك أن الطموحات الايرانية باتت-على حد تعبير مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية 'سي أي ايه " ليون بانيتا " في مقابلة له مؤخرا في نهاية شهر جوان 2010 مع السي ان ان - متواصلة ، مؤكدا ان المعلومات التي توجد لديه تشير إلى أن ايران قادرة على حيازة السلاح النووي خلال سنتين إن اتخذ القرار بذلك ، و أن ايران تملك كميات من اليورانيوم قادرة على صنع قنبلتين ذريتين -
علما أن اليورانيوم يخضع لعمليات التخصيب حتى يصبح جاهزا لأن يكون سلاحا نوويا -، كما ان استخدام النووي قد يكون لأغراض سلمية ، وقد يستخدم كسلاح نووي مدمر ، و مع تطور أسلحة الدمار الشامل و انتقالها الى -الثرمو نويية - ضخمة التدمير - و بزيادة دقة التحكم و السيطرة عليها فـقد أصبح السلاح النووي و سيلة ردع و دمار في آن واحد ، في يد من يملكه ، و على اعتبار أن الدول الغربية تنظر الى ايران على أنها دولة -دينية- ثورية، و لذلك فيمكن حسب تصورها في حال نشوب نزاع أن تستخدمها في معادلة صفربة ستؤدي الى تدمير المنطقة و كل القوى و تحديدا يمكن أن تستخدمها لأسباب عقائدية و ايديولوجية ضد اسرائيل ،، و هو ما يثير مخاوف الغرب ، و هذا ما تخشاه الدول الغربية تحديدا حسب ما يبدو ، مع التغاضي عما تملكه اسرائيل من أسلحة نووية و هو ما يجعل في ذات الوقت ايران اكثر تحفظا في التعامل مع الغرب في هذا الملف ، على اعتبار أن الغرب يلجأ الى ازدواجية المعايير ، و أن المنطقة يجب أن تكون خالية تماما من السلاح النووي .
كما أكد ليون بانيتا مدير السي أي ايه -لسي ان ان- بأن السنة الأولى يمكن فيها لايران تصنيع السلاح النووي ،و السنة الثانية ستكون لتطوير عمليات استخدام هذا السلاح .
و اذا كانت هذه المعلومات قد باتت مؤكدة لدى الولايات المتحدة ، الا أن معادلة القوى في الشرق الأوسط ستكون حتما منقوصة التوازن ومختلة اذا لم تقم بإرساء توازن قوى متكافئ ، لأن ايران استطاعت فعلا أن تطور منظومتها التكنولوجية النووية و التسلحية خلال ثلاث عقود من الزمن وقد زادت من مخاوف هذه الدول ، و هو ما تعتبره ايران حقها في التقدم و المحافظة على البقاء ، و قد لا تأبه بما تطالب يه الدول الغربية أو ماتفرضة من عقوبات قد تحرمها من حقها في الدفاع عن النفس و في التقدم كما تؤكد هي ..وفي ظل ضبابية
المواقف تجاه القضايا المفصلية و المركزية في الشرق الاوسط و العالم ..
*- ايران قد تمطر أوربا بصواريخ .
لطالما سعت الولايات المتحدة لرسم استراتيجيات مختلفة و متنوعة سواء الهجومية او الدفاعية و خاصة في الفترات التي تتوالى فيها الأزمات أو الصراعات و لربما انتج هذا بدوره صناعة ازمات جديدة و مضاعفة التفاعلات في العديد من بؤر الوتر و لكنها في النهاية قد تسهم في تزايد النفوذ أو التغلغل الأمريكي في هذه المنطقة او تلك ،، و لكن دائما و فق منظور الواقعية و البرغماتية الغربية.
و لعل من أبرز هذه الاستراتيجيات : -الاستراتيجية الاندفاعية التي تبلورت في عهد جورج دبليو بوش ، و ذلك على اعتبار أن الاستراتيجية الاندفاعية الأمريكية استمرت لعقود من الزمن
و كللت في النهاية بحربين خاضتهما خارج حدودها و لا تزال مستمرة في كل من العراق و افغانستان ، و تكلفها لحد الساعة بعض الخسائر مقابل النفوذ و السيطرة و بسط الهيمنة ، وهذه الاستراتيجيات لا تزال تخضع لبعض العمليات الجراحية و لتصحيح الاختلالات من حين لآخر ، و كان آخرها اقالة "باراك اوباما " للجنرال ستانلي ماكريستال -جنرال افغانستان - على خلفية تصريحاته التهكمية في مجلة رولينغ ستونز .. و ربما تعكس الاقالة كما يعكس التهكم تعثر هذه الاستراتيجية في أفغانستان ، كما ان هذه الاستراتيجيات قد تتلاقى أحيانا مع بقية الدول الأوربية و قد تتباين حولها وجهات النظر و المصالح، أو قد تثير مخاوفها احيانا اخرى ، و منها خاصة المتعلقة باستراتيجية الدرع الواقي للصواريخ الذي كانت الولايات المتحدة قد بدأت العمل فيه فعلا ، و كما جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي -روبرت غيتس -سيتغير و سيصبح جاهزا مع سنة 2020 لردع اي قوة صاروخية معادية ، مؤكدا على ان ايران قادرة على امطار اوربا بصواريخ قد تصل الى المئات و قد جاء ذلك في معرض حديثه امام مجلس الشيوخ الأمريكي مما يستوجب حسب ما صرّح به التصدي و فق آليات مستحدثة ، مؤكدا على ان روسيا يجب أن لا تكون محايدة . مما يعطينا امكانية استشفاف بعض الدلالات و الاحتمالات بأن الاستراتيجية الأمريكية تحتمل امكانية الحد من الطموحات النووية الأمريكية أو احتمال استمرار و تطوير ايران لمنظومتها ، كما تحتمل ظهور قوى اخرى متنامية جديدة ،، و هو ما يؤدي الى خلق استراتيجية دفاعية غربية - أمريكية التخطيط و التصميم - و سيناريوهات يمكنها ان تبقي على الهيمنة و النفوذ الغربي و خاصة في مناطق المجالات الحيوية .
و لذا يبقى الملف النووي الايراني ليس مجرد ملف منفصل عن العديد من القضايا الجوهرية التي تتفاعل على المستوى الدولي مثل قضية فلسطين و غزة - و قضية التسلح النووي الاسرائيلي و قضايا افغانستان و العراق و قضية إقامة منطقة شرق أوسطية و خليجية خالية من كل اشكال اسلحة الدمار النووي الشامل ،، ولذا تبقى الاشكاليات الكبرى في مدى قوة المواقف الغربية تجاه ايران ، لا و بل في مدى قوة تصدي ايران و تحديها لهذه المواقف ؟ ..
|