ايران بين الدبلوماسية الوقائية و الحرب الاستباقية
سيناريواهت ضرب ايران
بيزيد يوسف
إذا كانت الدول الغربية التي ترى في إيران خطرا عليها قد أوجدت كل السبل و الحلول للتفاوض معها حتى تثنيها عن مشروعها النووي الذي ترى فيه هذه الدول أنه ذو طموحات نووية تسلحية متصاعدة ، إضافة إلى طبيعة النظام الإيراني التي يعتقد الغرب أنه ينحو إلى الديكتاتورية و هذا بحكم أنها ذات مرجعية دينية تستند إلى ولاية الفقيه . و لا تزال هذه الدول تضغط على إيران على أكثر من جبهة معتقدة أن ثورة الجبهة الداخلية من خلال المعارضة المتنامية التي قادها موسوي قد تحدث خللا في بنية الدولة الداخلية و من ثمة يمكن إحداث أي تغييرات في إستراتيجية اتخاذ القرار الإيراني مستقبلا و من ثمة الرضوخ لتوجيهات الدول المعادية لمشروع إيران النووي ، و التي تعتبرها الولايات المتحدة كما إسرائيل خطرا محدقا و داهما ، و هذه القوى تسعى من خلال هذه العمليات الدبلوماسية إلى المبادرة بما يطلق عليه الدبلوماسية الوقائية و التي تسعى هذه الدول لتحقيقها بعيدا عن تداعيات و تأثيرات حرب قد تؤدي إلى خسائر تكاليفها كبيرة ، و في ذات الوقت لم تستبعد اللجوء إلى الضربة الوقائية أو حتى الشاملة من خلال جملة من السيناريوهات التي أعدتها الدوائر الأمريكية و الإسرائيلية على شكل سيناريوهات لضربات محتملة و التي سنستعرضها في هذا المقال و نسلط الأضواء على تفاصيلها و منها :
1- المشاريع الأمريكية :
أولا: سيناريو "جورج الكبير"
ثانيا: سيناريو مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية
ثالثا: سيناريو مجموعة أكسفورد البحثية
2- المشاريع الإسرائيلية
أولا- سيناريو المسارات
ثانيا- سيناريو الصواريخ الباليستية . :
1- السيناريوهات الأمريكية :
أولا :سيناريو "جورج الكبير"
هو سيناريو عسكري نشر مؤخرا في وسائل الاعلام الغربي المتخصصة (منذ عدة أيام)، وقام بطرحه "توم ماكلنيرني" الفريق المتقاعد في سلاح الجو للجيش الأمريكي, والذي ساعد في التخطيط لعمليات القصف الجوي التي طالت العراق في العام 1991. السيناريو المطروح يقترح قيام الولايات المتحدة باستهداف 1000 موقع في إيران عبر 15 طائرة B2 Stealth، القاذفة للقنابل المتمركزة في الولايات المتحدة، يساندها 45 طائرة أخرى من نوع F117S وF-22S، المتمركزة في المنطقة، لتقوم بالهجمات الأولى لتدمير الرادارات الإيرانية البعيدة المدى والدفاعات الإيرانية الإستراتيجية.
بعد ذلك يتم شن موجات متعددة من الغارات عبر طائرات F-18S التي تنطلق من حاملات الطائرات, وعبر طائرات F-15SوF-Sالتي تنطلق من القواعد الأرضيّة في العراق, الكويت, الإمارات, قطر, البحرين وأفغانستان لقصف مواقع المنشآت النووية الإيرانية المعروفة.
بالإضافة إلى ذلك, ينص سيناريو "جورج الكبير" على استهداف مراكز القيادة والتحكم الإيرانية, مراكز وقواعد الحرس الثوري الإيراني, مواقع بعض آيات الله الرئيسيين, وبعض المواقع الحساسة الأخرى للنظام الإيراني، على أمل أن يؤدي ذلك إلى ثورة ضد النظام أو إلى قيام مجموعة معارضات داخلية قوية.
بالنسبة إلى المدة الزمنية التي سيستغرقها هذا الهجوم والنتائج التي سيحققها, يقول "توم ماكلنيرني" إنه يمكن تنفيذ هذا السيناريو وهذه الضربة الهائلة خلال يومين فقط, ويؤكد قدرتها على تدمير إمكانيات إيران النووية لحوالي 5 سنوات قادمة, وهو يعتبر أن القاذفات والطائرات المقاتلة الأمريكية المجهّزة بقنابل خارقة للتحصينات، ستكون أكثر من كافية "لمحو" منشآت إيران النووية والصاروخية.
يقترح "توم ماكلنيرني" أيضا, أنه وفي حال كان تركيز الإدارة الأمريكية على استهداف منشآت ومواقع إيران النووية والصاروخية فقط, فإنه يجب إتباع سيناريو آخر وخطة بديلة يسميها "Big Rummy". ووفقا لهذه الخطة البديلة, فإنه سيتم تخفيض عدد المواقع المستهدفة إلى 500 هدف عالي القيمة، على أن تتم هذه الهجمات في يوم واحد فقط.
ثانيا: سيناريو مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية
قام "انتوني كوردسمان" الخبير في الشؤون الإستراتيجية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بطرح سيناريوهات متعددة لضربة أمريكية محتملة لإيران، في حال فشل الحلول الدبلوماسية ووجود نية لدى الإدارة الأمريكية بحسم المسألة عسكريا، وذلك في دراسة من 53 صفحة، وتم نشرها في 7 نيسان 2006 بعنوان "أسلحة إيران النووية؟ الخيارات المتاحة إذا فشلت الدبلوماسية"، ومن بين الخمس سيناريوهات التي طرحها سنختار عرض سيناريو الضربة الأمريكية المحدودة لإيران.
يفترض هذا السيناريو أن يتم استخدام من 150 إلى 200 صاروخ كروز، بالإضافة إلى حوالي 100 غارة قد تتم عبر الجمع بين طائرات B-2S والطائرات المتمركزة على حاملات الطائرات في المنطقة، إلى جانب صواريخ كروز المنطلقة من البحر, على أن تكون هناك ضرورة لاستخدام القواعد الأرضية في الخليج من اجل إعادة تنظيم الهجمات, التزود بالوقود والانطلاق. ووفقا لهذا السيناريو, سيتم استهداف:
1- اثنان من أصل ثلاثة على الأقل من المنشآت الرئيسية والحيوية الأكثر قيمة، من أجل تدميرهم وإلحاق الضرر بهم بشكل كبير..
2- ضرب أهداف ذات قيمة عالية، تم الاطلاع على أنشطتها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والثلاثي الأوروبي, وذلك لإظهار الجدية في التعامل للجانب الإيراني ولتقليل الانتقاد الدولي.
3- إمكانية ضرب بعض المواقع والنشاطات الجديدة، وذلك لإعلام إيران أنه لا يمكنها مواصلة جهودها سرا، أو توسيع نطاقها متجاهلة الثلاثي الأوروبي والأمم المتحدة.
الاستهداف المباشر يجب أن يحتوي على قوة هجومية كبيرة، بالإضافة إلى غارات متعددة ومتتالية لتكون فعالة. ومن الواضح أن حجم الضرر ونتئاجه سيعتمد بشكل أساسي على نوعية الأسلحة المستخدمة ودقة الإصابات في ضرب الأهداف وقوتها.
لا شكك أن مثل هذه الضربة سيكون الهدف منها توجيه رسائل أكثر منه تدمير قدرات إيران وشلها، لأن القاعدة التكنولوجية الإيرانية ستتمكن من النجاة، كما بالنسبة للعديد من التجهيزات ذات الشأن, نظرا لنوع الضربة الاستعراضي.
وبالنسبة إلى الرد الإيراني, فإنه سيتفاوت بشكل كبير وغير متوقع بين الردع والتأخير وبين التحرك والتحريض. فالهجمة ستغير من سلوك إيران في أحسن الأحوال، ولكنها قد تدفع باتجاه تنشيط برنامج إيران البيولوجي, بالإضافة إلى مشاكل في نقل النفط وردود فعل إيرانية في العراق, أفغانستان وفي التعامل مع حزب الله. كما أن ردود الفعل الدولية ستثير مشكلة كبيرة, فالولايات المتحدة ستواجه نفس المستوى من المشاكل السياسية التي كانت ستواجهها في حال شنها لهجوم كبير على إيران.
ثالثا: سيناريو مجموعة أكسفورد البحثية
قام "بول روجيرز" الخبير والمستشار في المركز، بتقديم دراسة له في منتصف شهر شباط يتحدّث عن الموضوع، وتناول طبيعة العمل العسكري ضد إيران. وفي هذا الإطار، فإن السيناريو الذي تحدث عنه يقول إنه سيكون هناك هدفَيْن أساسيين للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. الأول سيكون بهدف التخريب الكلي للبرنامج النووي الإيراني لدرجة أن أي خطة لإنتاج أسلحة نووية إيرانية ستتأخر، نتيجة للضربة، خمس سنوات على الأقل، وربما أكثر من ذلك أيضا. أما الثاني، فيهدف إلى إظهار أن الولايات المتحدة مستعدة بشكل واضح للقيام بعمل عسكري وقائي كبير في هذا الإطار, وستلجأ إلى تطبيقها ضد أية نشاطات أو أعمال إيرانية أخرى قد ترى أنها غير مقبولة.
ووفقا للسيناريو, فإن الهجوم على المنشآت النووية سيتم تنفيذه بشكل شبه كامل عبر القوة الجوية والبحرية تتضمن عنصرا قويا من المباغتة والمفاجأة فيما يتعلق باستهداف البنى التحتية النووية الإيرانية الرئيسية ونظام الدفاع الجوي خلال ساعات، وذلك عبر مئات التشكيلات الجوية المدعومة بغارات صاروخية جوية أخرى, وطائرات استطلاع لإخماد الدفاعات، وذلك عبر هجمات وغارات بأكثر من 200 صاروخ كروز.
وحتى يكون لهذا الهجوم تأثير كبير, فإنه سيتم بشكل مفاجئ وسريع عبر استخدام مطارات القواعد العسكرية في المنطقة, توجيه ضربات جوية بعيدة يتم إدارتها من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودييغو غارسيا, بالإضافة إلى ضربات بحرية عبر حاملات الطائرات وصواريخ كروز المنطلقة من البحر.
الهجمات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية، ستتضمن تدمير المنشآت في مفاعل طهران للأبحاث, منشآت إنتاج النظائر المشعة, عددا من المختبرات ذات العلاقة بالأنشطة النووية, شركة كايالا للكهرباء, مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية إلى جانب سلسلة من المفاعلات الاختبارية, منشآت تحويل اليورانيوم, مختبرات صنع الوقود, وكذلك استهداف محطات تخصيب اليورانيوم في ناتانز وآراك مفاعل بوشهر النووي الجديد البالغ قوته حوالي 1000 ميغاوات، والذي سينتهي العمل به قريبا, الأمر الذي سيسبب مشكلة حالما يتم تزويد المفاعل بالوقود بشكل كامل في وقت ما من العام 2006, وذلك لأن أي تدمير لمنشآت الاحتواء ومنع الانتشار من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل حقيقية فيما يتعلق بانتشار الإشعاعات، التي لن تصيب ساحل الخليج الإيراني فقط، وإنما سواحل غرب الخليج في الكويت, العربية السعودية, البحرين, قطر والإمارات العربية المتحدة, بالإضافة إلى الآثار السلبية والنتائج الكارثية على الصعيد البشري لاحتواء المنطقة على أضخم منشآت إنتاج النفط في العالم.
يفترض السيناريو أن كل هذه الهجمات الأولية ستتم تقريبا في وقت واحد، وذلك لقتل أكبر عدد ممكن من الموظفين التقنيين المحتملين، من أجل إحداث أكبر ضرر ممكن على المدى البعيد. كما قد تشمل الهجمات في حال كانت موسعة, ضربات لمراكز القيادة والتحكم وقواعد الحرس الثوري الإيراني القريبة من الحدود مع العراق وساحل الخليج، بعد أن يتم شل الدفاعات الإيرانية المتنوعة بداية.
واستنادا إلى السيناريو ذاته, فإنه وبعد إجراء تقييم سريع للأضرار الناجمة عن القصف, سيتم فيما بعد تحديد أهداف رئيسية أخرى في الأيام القادمة بالتوازي مع الهجمات على الأهداف الأقل أهمية. وتحتاج القوات الأمريكية إلى فترة 4 أو 5 أيام من هذا العمل العسكري المكثف، وقد يمتد إلى عدة أيام أخرى اعتمادا على الردود الإيرانية.
تقرير: سيناريو ضربة إسرائيلية وقائية لإيران والأردن الأكثر تضررا عن cnn
ثمة سيناريوهان إسرائيليان لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية كضربة وقائية، غير أنهما لا يخلوان من مخاطر، وفقاً لتقرير صدر عن المركز الأمريكي للبحوث الاستراتيجية CSIS.
وكشف التقرير، الذي حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، أن إسرائيل، ومن أجل تحقيق هدفها، بحاجة على الأقل إلى ما يزيد على 80 طائرة قاذفة مقاتلة أو 30 صاروخاً باليستياً من طراز "أريحا 3" الذي تبلغ قوة رأسه التفجيرية 750 كيلوغراماً من المواد المتفجرة.
وأشار المحللون في CSIS إلى أن ضربة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية قد تتطلب العشرات من القنابل الأمريكية الموجهة بالليزر من طرز GBU-27، وGBU-28 وGBU-10، التي يمكنها اختراق طبقة من الخرسانة بسماكة تتراوح بين 1.8 - 6 أمتار.
ويذكر في السيناريو أن تدمير مصنع تخصيب اليورانيوم الواقع على سطح الأرض في منطقة أصفهان يتطلب من إسرائيل توجيه تسع قنابل، ولضرب المفاعل النووي في منطقة أراك أربع قنابل و55 قنبلة لتدمير مصنع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت سطح الأرض في ناتانز، على أن تقوم مقاتلات من طراز F-16I و F-15E بنقل القنابل.
السيناريو الأول:
للسيناريو الأول 3 مسارات، لتوجيه الضربة الوقائية الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، ولكل مسار مخاطره الخاصة به.
المسار الشمالي:
تحليق طائرات إسرائيلية مقاتلة على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ثم العبور فوق البر في أجواء المنطقة الحدودية التركية السورية، ومن ثم الأجواء الكردية وصولاً إلى داخل الأراضي الإيرانية وقصف الأهداف.
ومن غير المتوقع أن يثير هذا المسار مخاطر سياسية مع سوريا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما، غير أنه قد يثير مخاطر سياسة متوسطة مع تركيا، والأمر ذاته فيما يتعلق بالمخاطر العسكرية، ذلك أنه لا توجد منشآت عسكرية سورية تذكر في تلك المنطقة.
المسار الأوسط:
تحليق طائرات إسرائيلية مقاتلة عبر الأردن، ومن ثم فوق الحدود السورية الأردنية المشتركة ثم عبور الأجواء العراقية، وصولاً إلى الأراضي الإيرانية، فقصف الأهداف.
على أن لهذا المسار مخاطر سياسية كبيرة، إذ إن على إسرائيل أن تبلغ الأردن في حال عبور الطائرات الإسرائيلية أجواءها، وذلك لأنها ملزمة بذلك نظراً لوجود اتفاقية سلام بين البلدين، وفي حال لم تفعل ذلك، فإنها تعرض الاتفاق إلى الخطر، وبالتالي العلاقات الدبلوماسية بينهما.
الأردن قد يرفض السماح للطائرات بعبور أجوائه، وربما يكشف عن مثل هذا الأمر في حال عبورها دون إذن، ما يعرض العملية كلها للخطر سياسياً وعسكرياً.
أضف إلى ذلك أن العراق لن يسمح بعبور الطائرات الإسرائيلية لأجوائه، وكذلك الحال مع القوات الأمريكية التي لن تسمح بمثل هذا الأمر، نظراً لما يمكن أن يتسبب به من مصاعب سياسية وعسكرية عليها وعلى قواتها في العراق.
المسار الجنوبي:
يتمثل في تحليق طائرات إسرائيلية فوق المناطق الشمالية للسعودية، ومن ثم دخول الأراضي العراقية فإيران، حيث سيتم توجيه الضربة، وهذا السيناريو شبيه بسيناريو كانت قد نفذته إسرائيل عام 1981، عندما قصفت المفاعل النووي العراقي "أوزيراك."
المخاطر السياسية التي يثيرها هذا المسار تتلخص في أن الولايات المتحدة لن تسمح بمثل هذه المخاطرة التي قد تعرض علاقتها مع السعودية للخطر، ناهيك عن أن العراق سيحتج وربما لن يسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائه.
السيناريو الثاني:
نظراً للمخاطر العديدة التي يثيرها السيناريو الأول، قد تلجأ إسرائيل إلى السيناريو الثاني المتمثل بقصف المنشآت النووية الإيرانية بصواريخ باليستية، وذلك اعتماداً على ضعف قدرات الدفاع الصاروخي الباليستي الإيرانية.
ويعتبر معدو التقرير أن نظام الدفاع الجوي الإيراني قديم، ويتألف من منظومة "س-200" الروسية "س-75" و"تور-م1".
غير أن الخطر الذي قد يواجه إسرائيل هو احتمال حيازة إيران على منظومة "س-300" (تريومف) S-300 PMU2، وهي منظومة روسية متطورة للغاية قادرة مع أي تشويش أو نتيجة أي هجوم على تدمير ما بين 20-30 في المائة من القوة المهاجمة، ولهذا السبب تشعر إسرائيل بالقلق من احتمال حصول إيران على منظومات صواريخ "س- 300" من روسيا.
على أن مخاطر هذا السيناريو الأكبر ستكون على الأردن، الذي سيشكل ما يعرف عسكرياً باسم "المنطقة صفر"، أي أنه سيكون في بؤرة الحرب الصاروخية بين إسرائيل وإيران، وسيتلقى الضربة الأكبر.
وفي احتمال آخر يتحدث معدو التقرير عن إمكانية الهجوم بالصواريخ ذات الدقة العالية وفي هذه الحالة تصل حاجة إسرائيل إلى ثلاثين صاروخا من هذا النوع توزع على الشكل التالي: خمسة صواريخ توجه إلى أصفهان وثلاثة إلى أراك و34 صاروخا لتدمير ناتانز، غير أن إسرائيل لا تملك هذا العدد من الصواريخ حالياً، كما أفادت وكالة "نوفوستي"، التي نشرت ملخصاً له.
والسبب الرئيسي للهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران هو إمكانية امتلاك طهران لكمية من اليورانيوم والبلوتونيوم كافية لتصنيع قنبلة نووية. ولا تسمح العقيدة العسكرية لإسرائيل بتوفر سلاح نووي لدى الدول المجاورة لها.
وجاء في التقرير أن إيران تملك اليوم ما يكفي لتصنيع رأس نووي واحد على الأقل في العام الواحد. أما إذا تمكنت إيران من تنفيذ مشروعها بوضع 50 ألف وحدة طرد مركزي في منشأة "ناتانز" ومفاعل بلوتونيوم في "أراك" فقد تتمكن إيران من إنتاج 25 أو 30 ذخيرة نووية سنويا.
ويعتقد معدو التقرير أن إيران قد تتوصل إلى ذلك خلال عامي 2013 و2014، في حين يعتقد المحللون الإسرائيليون أن الموعد أقرب وحددوه في العام2011.
وعلى أي حال، سيؤدي أي تأكيد على تزويد إيران بمنظومات "س-300" إلى إسراع إسرائيل في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيراني.
و على كل حال فإن تصريح محمود أحمدي نجاد الأخير يقوله لن تتجرأ أي دولة على ضرب إيران على اثر المناورات العسكرية البحرية يدعو كل احتمالات المواجهة مفتوحة على الأبواب و الرهان على الثورة الداخلية يبدو أنه استبعد و لو لحين بعد المظاهرات التي اجتاحت إيران على اثر إعلان فوز نجاد بالانتخابات ، و إصرارها على مشروعها النووي يجعل الغرب أمام تحديات صعبة ، و تبقى هذه الحرب اللامباشرة تنبؤ بتحولات إستراتيجية قادمة سواء عززت إيران من قوتها و فرضت نفسها كطرف فاعل في معادلة القوى و كقوة نووية محتملة و هذا ما لا قد تسكت عنه إسرائيل ، أو كقوة يمكن أن ينال منها الغرب كما حدث لجيرانها .