- |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
 ---- facebook.com/baizid.youcef
|
ترجمــــة الموقـــع: Website Translation:ـ
|
المقالاااااااااااااات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. الملف النووي ..
" الغابة التي نعيش فيها "
بقلم : بيزيد يوسف
لا تزال معادلة الصراع و القوة و التنافس تطرح نفسها مجددا مع حدوث أي أزمة دولية ، حيث دون ريب لم تنته الحروب و لن تنتهي ما دامت الحياة تعج بالصراع ،، و لذلك دأب الانسان على العمل من أجل التفوق و القوة و على امتلاك الأسلحة التي تحميه و تضمن له البقاء في مقابل هزيمة الآخر و لربما إبادته .
و بما أن الحروب و الأزمات و معادلة الصراع لا تزال قائمة على الرغم من التغيّر في أنماط و نسق المعادلة إلا ان آلية الحرب و الصراع و الأزمات واحدة تفاعلت مع الحرب الباردة و لاتزال تداعياتها قائمة الى اليوم و بما أن السلاح و التسلح النووي قضية حيوية في أي بؤرة توتر و في أي نزاع يحتدم الجدل حوله في المنابر الدولية و تتداول ملفاته في المجالس الأممية ، و خاصة الملف النووي الاسرائيلي في مقابل الملف النووي الايراني و تأثير ذلك على التوازن الاستراتيجي محليا و دوليا و لذا فقد ارتأينا أن نسلط الضوء عليه و تحديدا على الصعيد العالمي و آثاره و تداعياته و حروب التكنولوجيا و الجوسسة و المخابرات و حيل الاستراتيجيات العسكرية و ملايير الدولارات و الأدمغة التي تخطط لكل ذلك في ظل عالم متحضر و لكنه دون ريب تلك " الغابة التي نعيش فيها "
الغابة التي نعيش فيها
و هو الوصف الذي أطلقه الفريق أول سعد الدين الشاذلي في كتابه الخيار العسكري العربي ، حيث كتب :" بالرغم من أننا نعيش في نهاية القرن العشرين ، و بالرغم من أن البشرية تدّعي أننا نعيش عصر التمدن و التقدم .فإن صفات البشر في هذا القرن لا تختلف كثيرا عن صفاتهم في العصور الغابرة . إن القوة هي عنصر أساسي للبقاء و الحرية .و إن دخول الأسلحة النووية كعنصر في الصراع بين الدول قد ادخل متغيرات جديدة في العلاقات الدولية بصفة عامة ، و بين الدولتين العظميين بصفة خاصة ...".. و لكن المفارقة ان هذا الصراع المحتدم تستخدم فيه تكنولوجيا فائقة و ذكاء خارق ، ففي حين أن تكاليف تصنيع غواصة نووية عالية التدمير تقدر بملايين الدولارات تصرف من أجل التسلح هو ذاته المبلغ الذي يكفي سداد حاجيات لتعليم مئات الألاف من الأطفال في العالم المتخلف. لقد أصبح العالم برميل متفجر من القنابل و الأسلحة النووية و الصواريخ حيث تخصص ميزانيات ذات أرقام فلكية من قبل الدول المتطورة و ذلك لإنتاج و تطوير البحث العلمي في هذا المجال و قد استطاع في الوقت المعاصر أن يصل الانسان إلى انتاج أسلحة فتاكة و وسائل جهنمية لإدارة الصراع وفق استراتيجيات دقيقة فكّر فيها منذ قرون مضت. ففي وقت مضى كتب أحد منظري السياسة " كلاوزفيتش " يقول إن الحرب يجب أن تكون مطابقة للنوايا السياسية و بهذا المعنى الشامل فهي قيادة مجمل العمليات الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و العسكرية وفق تصور محدد للمصلحة الوطنية " حيث يرتبط التصور الاستراتيجي لمعنى الحرب و الذي تطورت آلياته .
و لكن قبل البدء في استعراض الصراع النووي نرجع الى البدايات الأولى له ففي المحصلة الهدف من الحرب هو الانتصار و الحصول على المكاسب و كسر شوكة العدو .
مشروع مانهتن Progect Manhattan
في عام "1934 اكتشف عالم ألماني أن انشطار ذرة اليورانيوم يحدث بسرعة ، ويولّد كمية هائلة من الطاقة ، و يمكن أن يحدث انفجارا هائلا . و قد أخذ الألمان بتطوير هذه الفكرة و الاستفادة منها في تصنيع القنبلة النووية ،لم يسترع ذلك اهتمام أحد إلى أن قامت ألمانيا بإيقاف تصدير اليورانيوم من مناجم تشيكسلوفاكيا المحتلة آنذاك من قبل الألمان .
و في الثاني من أوت من العام 1939 و قبل بداية الحرب العالمية الثانية قام "ألبرت انشتاين "بكتابة رسالة الى الرئيس الأمريكي" روزفيلت" واصفا فيها الطاقة الهائلة التي تنتج عن الانشطار النووي الى قنبلة نووية ، و اينشتاين هو عالم ألماني المولد ، يهودي الديانة ، ترك أوربا قبل استلام هتلر للسلطة في ألمانيا ،و قد عارض اينشتاين استغلال الطاقة النووية لتصنيع الاسلحة ، و كان يخشى من امتلاك المانيا النازية له قبل الولايات المتحدة .
و لذلك عقد قادة الجيش الأمريكي العزم على امتلاك هذه التقنية مهما كلف الأمر ،فأخذوا يبحثون عن بناء يصلح كمختبر لإنتاج القنبلة النووية ، بحيث يبعد 200 ميل أي أكثر من 300
كيلومتر على الأقل على الحدود البحرية الدولية ، و يجب أن يبعد كثيرا عن التجمعات السكانية ، لأن أي خطأ قد يكلفهم الكثير من الخسائر البشرية .
و استقر أخيرا رأيهم على مدرسة للأولاد في أرض صحراوية في ولاية نيومكسيكو في منطقة تعرف باسم جورنادا في مشروع عرف باسم جورنادا ديل ميورتو Jornada del Muerto و تم تعيين روبرت اوبنهايمر على رأس فريق من العلماء في مشروع عرف بمشروع مانهاتن السري ، و أخرجت بذلك الى الوجود أول قنبلة نووية أسقطت على اليابان في السادس من أوت عام 1945.و التاسع من نفس الشهر و نفس السنة و اطلق على القنبلتين الاولى اسم الصبي الصغيرThe Little Boy و الثانية اسم الرجل الضخم The Fat Man و خلفتا ما خلفتا من الدمار .
إنتشار السلاح النووي
و لكن في الواقع كان لاكتشاف الولايات المتحددة للنووي و استخدامه تأثيرا منقطع النظير على تطور السباق نحو التسلح و لذلك سعى الاتحاد السوفياتي سابقا لامتلاك هذا السلاح الفتاك و بالتالي استطاع أن يعلن عن ذلك 29 أوت 1949 و هي أول قنبلة انشطارية روسية ثم التحقت بقية الدول بالركب بالنادي النووي و منها بريطانيا و فرنسا و الصين و الهند و باكستان و اسرائيل و كوريا الشمالية ، كما تذهب أوساط اخرى الى تقدير 35 دولة نووية في العالم .
و في ذات الوقت كانت كل من اسرائيل و جنوب افريقيا تقوم باختبارات نووية مع مطلع الخمسينات مع احتمال امتلاك دول أخرى لأسلحة نووية كإيران و استراليا و جنوب افريقيا و اسرائيل علما ان كوريا الشمالية أعلنت امتلاكها للنووي في العام 2005 م دون التصريح عن معلوماتها و لذلك فإن معدل الانتشار يعكس مدى التلهف لإنتاج هذا السلاح و تطويره ،و ذلك على الرغم من وجود مجموعة من الاتفاقية للحد من لنتشار مثل هذه الأسلحة و لكنها تبقى إشكالية عويصة تنطلق من المعايير التي تطبق من خلالها إضافة الى المنظومة القيمية و القانونية ، و هذا الجدل كثيرا ما يطرح في المنابر الأممية و خاصة فيما يتعلق بملف ايران النووي و مصير منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية و النووية و من المعلوم أن من مبررات الحرب على العراق سنة 2003 و هو النووي و الكيماوي ، و لا تزال هذه النغمة تعزف لحد اليوم و خاصة مع الحرب الدائرة في سوريا و تحوّل ميكانيزمات القوى في العلاقات الدولية بين الفينة و الأخرى ، لقد صرّح احد السياسيين معلقا على مطالبة الدول الكبرى لدول أخرى بالامتناع عن البحث أو تصنيع السلاح النووي و نهيها ، قائلا : مثلهم كمثل الأب الذي يدخن علبة سجائر أمام أولاده و ينصحهم بعدم التدخين و يعلمهم مخاطره . بيد أنه في منظور القوى العظمى لا يمكن الرجوع بعجلة التاريخ الى وقت مضى و لكن يمكن الحد من ذلك . لقد تعرضت دول مثل ايران لهجمات إعلامية كبيرة و لضغوطات دولية متتالية من أجل مزاعم لم تثبت بعد على ّأنها تمتلك السلاح النووي , في حين أن اسرائيل تمتلك ترسانة نووية و لم تثر أي جدل أو لغط فيما يتعلق بأمن المنطقة أو الدوافع الانسانية وراء ذلك و هذا ما يجرنا للحديث عن ازدواجية المعايير التي تتعلق بهذه القضية .
التسلح النووي الاسرائيلي
في أول ديسمبر 1974م أعلن " أفرام كاتسر " رئيس دولة اسرائيل أمام مجموعة من الكتاب :" لقد كان هدفنا دائما تطوير امكانياتنا النووية . و الآن فإننا نملك هذه الامكانيات " كان هذا أول تصريح ، و هو أحد المواضيع المثيرة للجدل داخل البلاد العربية و خارجها .
ففي العام 1963 بدأت فرنسا بناء مفاعل ذري في ديمونة في اسرائيل طاقته 24 ميغاوات، و أصبح جاهزا للعمل في العام 1965م و حاليا لا تقف اسرائيل عند تطوير السلاح النووي ، بل تمتد صناعتها الى وسائل نقل هذه الأسلحة من قنابل و صواريخ و من أشهرها الصاروخ النووي "جيريكو"Jerico إضافة إلى امتلاكها الى طائرات متطورة لإلقاء القنابل و ترسانة من الصواريخ أرض-أرض و أرض-جو و جو-أرض .
و يشير الدكتور حمد بن عبد الله اللحيدان في مقال حول الترسانة النووية الأمريكية الى أن الاستراتيجية النووية الاسرائيلية مرت بمراحل حيث كتب :"و على الرغم من التحفظ الإسرائيلي حول قدراتها النووية إلا أن بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية و الصحف العربية قدرت أن اسرائيل تملك ما بين 100 الى 200 راس نووي و عزّز من هذه التقديرات الخبير النووي " موردخاي فانونو" عام 1986م ، و مع ذلك ظل الاسرائيليون لا يشهرون السلاح النووي و---

مدير الموقع و رئيس التحرير :
بيزيد يوسف
baizid-youcef.fr.gd
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
عـــداد الـزوار 36489 visitors
-Copyright.....WWW.BAIZID-YOUCEF.FR.GD
|
|
|
|
|
|
|
|